حركة المقاومة الاسلامية من النوعية الى الكم؟يتسائل الكثير من المحللين كيف لحركة تنشأ في عام ٨٧ و خلال ١٧ عاما تحصد أغلبية المقاعد البرلمانية و البلديات بل و قبلها بسنوات عديدة مجلس طلبة جامعة بيرزيت واللتي تعتبر معقل منظمة التحرير. وعلى الجانب الاخر هنالك تساؤل آخر أيضا هو هل التعاطف وتأييد أو انتخاب حماس يعنيه انك عضو في حماس؟ من وجهة نظري وقبل الاجابة على السؤال الاول هو أن حماس أُنشأت من أجل خدمة المواطن الفلسطيني والحفاظ على حقه و تضحيات أجياله وانتزاع حقوقه حسب البرنامج الذي تطرحه للمواطن الفلسطني و على أساسه تم توكيلها بالمهام المرجوة.كل ذلك تم و في أعقاب أكبر عملية نصب واحتيال فريدة من نوعها كان ضحيتها الشعب الفلسطيني ألا وهي منظمة التحرير الفلسطينية.الغائب الاكبر و الفقيد الاعظم في تاريخ مسيرتنا الفلسطينية هو القانون الذي من خلاله نلزم الامم بما نتفق عليه وفق الدستور اللذي عاهد عليه الشهداء بأن لا يُشطب أي بند من بنوده.لظروف اضطرارية قد نؤجل تنفيذ بند و لكن لا يُشطب .أعود الان الى السؤال الاول و هو كيف تحولت حماس من النوعية الى الكم فلا ننسى نشوء الاسلام اليس لاجل هذا ندرس التاريخ!بدأت دعوة رسول الله ببضع ولكن هؤلاء كان في انتقائهم عبرة. فأبا بكر كان يلقب بالصادق الامين و خديجة كانت المرأة العاملة لِتتساوى مع الرجل في الحقوق والواجبات, و عمار بن ياسر ليكون درسا لضعفاء النفوس بأن الصبر على الثوابت أظهر نتائجه بالنصر و لو بعد حين عبرة للاجيال بالثبات و عذابات بلال و تضحية علي بن أبي طالب بأن نام في فراش الرسول كي يقيه القتل. من خلال هؤلاء انضم عمر بن الخطاب و لحق به خالد بن الوليد و من ثم كل من عادى و حارب الاسلام ليصبح كمّاً و نوعاً.أود أن أقص عليكم ما شهدته عند ولادة حماس.في البداية و كأي طفل فلسطيني في بداية الثمانينات, كنا نحلم و نغني للفدائية و كنا نتخيلهم بأشكال عدَّة كالقفز من بين النارو الهجوم من كافة محاور الارض و أنهم ينجون من الموت فاستغفر الله العظيم كانوا يصفونهم في بعض الاحيان بأنهم جنود الله و على هيئات عدّة.مرت السنين فإذ بجدي رحمه الله يقول عرفات قتل سعد صايل فقد يختلف البعض مع رأي جدي ولكن بدلا من الجدل بدأت أبحث عن الحقيقة و بالتحديد الفدائيين لم أثق يوما بما يُشاع و يُقال بل أتأكد بنفسي عن كل شيء فإن بعض الظن إثم . بدأت أقرأ و أبحث و أرى و أُناقش حتى أتوصل إلى الحقيقة. فنحن إما نسمع من الاب أو الام أو معلم المدرسة أو خطيب الجمعة فهنا أتساءل ! وماذا إذا كانوا جهلاء و لا أعني بذلك الانتقاص من دور أي منهم. أن نؤمن بأن استاذ المدرسة وإن نال الماجستير أو الدكتوراة على حق في ما يقول فإذا قال مثلا ١+١=٣ فهل نُطبقه ؟ و هل خطيب المسجد المُعتمد من قِبل وزارة تحذف من مادة التربية الاسلامية أي تعريف بالكافرين فحتى و إن كَفَر عرفات و صحبه فلا يحق لك أن تكفره فتستطيع أن تسب الذات الالهية و الرسول ومن تشاء ممن والوا الله و رسوله من المؤمنين فهؤلاء حلفاء حماس فأهلا و مرحبا بك أيتها الحركة الاصيلة لاجل ذلك نحبك.ففي بداية العام ٨٣ حصل الانشقاق الكبير داخل فتح و قيل وقت ذلك هاهي فتح تنتفض من أجل فلسطين و دماء الشهداء اللذين سقطوا وبالاخص سعد صايل. كنت من المؤيدين لهم و بشدة بل كنت أقول أنا فتحاوي أصيل و لكن ما حصل؟ حصل الاقتتال الداخلي أنذاك و طُرد عرفات و رَكبُه من بعض المخيمات و بقي في البعض الاخر. لم نرى أية عملية فالمنشقين تحججوا بأن عرفات خَبّص كتير و سكر علينا جميع المحاور و ذلك نتيجة الترتيبات الامنية اللتي وَقَّع عليها.كنت في البداية أقبل بهذا التفسير و لكن بعد مُضيّ الوقت راجعت نفسي و سريعا قلت أنا الان في حالة جهل .فهل سنرجع فلسطين إذا اتفقنا على خيانة عرفات و هل سنصلح الحال ان لمنا أحد بالتنازل عن فلسطين فلنقل جدلا ان فُلان باع فلسطين قد يكون جدي أو أبي أو عمي أليس واجبي أن أصلح الخطأ ام أن استمر على جهلي وأقول هيهم باعوها لشو أنا أتعب حالي.زي تماما السارق بحكيلك مالكل حرامي هيا وقفت علي!مع مرور الوقت و الزمن كنت أواظب على المشاركة في فعاليات المسجد و كانت في تلك الايام أحداث أفغانستان. كنا بعد صلاة العصر نشكل حلقة دراسيه نتلوا سورة من القرآن بالتناوب و كان أحدنا يدير الحوار بعد قراءة بعض الايات فنفسرها و نُعربها كأسلوب شيّق لنتعمق في إعجاز القرآن.كان الخطيب دائما يتكلم عن عبد الرسول سياف و باقي امراء الجهاد فكنت أسأل طيب ليش نهتم في أفغانستان و أولى القبلتين أولى من ذلك.طبعا أنا كنت في الخامسة عشرة من عمري فما كان من الاخوة الصالحين إلا أن قابلوني بالاحسان فأخذوا يطلبون مني أن أقرأ مرة سيرة ابو بكر ثم عمر و بعد ذلك صلاح الدين. ثم جلسنا وإذ بي أستوعب كلمة عندما يشاء الله و بذلك ايمانا بأن الله هو وحده ينصر حتى ولو كنت الاقوى فانظروا الى معركة بدر و اليرموك و حطين و هُزمنا في أُحُد و كنا على أبواب النصر. في هذه اللحظات كانت الحركة تعمل و الله أعلم كم أخذوا من الوقت ليعلنوا ولادة الحركة بعد جهد عميق في التحضير لقيادة الشعب و تمثيله لنيل حقوقهليس من السهل ابدا إعلان الانطلاقة و خاصة التوقيت. فعلى الجانب السياسي و المجتمعي كانت حماس جاهزة لاعلان مبادئها بل و الدخول في نقاش جاد و هذا ما جعلها تأسر قلوب العديد ممن استسلموا لفتح و خياناتها. لا أُخفي عليكم فقد كنت من الناس اللذين يؤمنون بأن فلسطين مُلك منظمة التحرير ولماذا ذلك؟الجواب هو أن من كان يُمثلها في الداخل إما طرطور أو أزعر أو راسب مدرسة أو عاق والدين أو أو خريج جامعة بس بدون مخ. هنا قلت طيب هؤلاء ممثلي المنظمة في الخارج عالقليل متعلمين وانظروا أعزائي الى هذه المفارقة بين حاشية عرفات والملك حسين فكان كل من يحيط بالملك حسين من الفلسطينيين اكثرهم تعليما و عقلا وأما المنظمة فلا تجدن الا خريجي روسيا ولا أشملهم جميعا ولكن الكل يعلم انك تستطيع شراء شهادتك بالمال. فعندما اسمع تصريحاتهم و يكون الاخ دكتور متل ابو عيون كحيله جمال نزال و ما تسمع غير الهبل والجهل.هنا بدأت أفكر هل فعلا نستطيع تحرير فلسطين من داخل فلسطين أو بالاحرى سؤال آخر هو وينتا بدي أشعر انه في أمل بعد ما استسلمت هالامه. هنا ظهرت حماس وفي خضم حالة اللا وعي عند الشعب فهم تائهون ما بين الولاء للملك حسين أو م.ت.ف أو الحلم انه يجينا صلاح الدين الجديد.اتاني أحد أصدقائي في المدرسة و كان ينافسني في من سيأخذ الاول و كنت من المبدعين في مواد التربية الاسلامية فقال شو رأيك تنضم لحماس فألا تُريد كل فلسطين قلت له انا أتعاطف معكم و أحترمكم لسبب واحد و هو أنكم مميزون إن كان في إدارتكم للمؤسسات أو لعلاقتكم ببعضكم البعض و احترامكم لسماع الاراء. كان مربي الصف الشهيد القائد جمال سليم و صدِّقوا يا إخواني أنه لم يُفاتحني يوما في موضوع حماس بل كان يطلب مني أن أشارك في إحياء ذكرى الفتوحات الاسلامية فقد كنت خطيب المدرسة ولم أعلم بسره إلا عندما شاهدته في مرج الزهور فكبر في نفسي كثيرا و أحببته أكثر لانه كان يخطط في انتقاء جيل يقتنع بحماس قناعة و ليس بالاغراء. كنت من المتفوقبن جدا في مادة العقيدة الاسلامية واللتي كان يدرسها فلم يبتسم أبدا كان شديدا و جديا بل و مميزا في أسلوب تعليمه. ومن بعض المفاجآت ايضا كان استاذ الرياضيات المرموق ابو غسان البشتاوي الذي كان من أشد المتحدين في الرياضيات. كلمته المشهورة ابدأ حل المسألة بس بَسّط الامور. وأيضا كان جاري العزيز الشهيد جمال منصور و مرة أذكر اني شكوت له عن بعض المنتمين لحماس فقلت له أنا أدرس من أجل امتحانات التوجيهي وكنا نسكن على الشارع العام فيا شيخ بيجوا بضربوا حجار فبضطر اترك البيت لانه الجيش بقتحم البيت فما كان منه الا طمأنتي بأن لا يتكرر ذلك حرصا على الهدف اللذي من وراءه ذهبت اليه. فلم أكن حماس ولا لي أي علاقه و لكني فلسطيني و أهدافنا كلها تصب معا في قناة واحدة الا و هي من أجل مستقبل زاهر لاجيال قادمة ترسخ فيها عقيدة الانتماء والتمسك و النضال لارض فلسطين.على عكس فتح والبقية اللذين لا قيادة لهم طاسة و ضايعة لا تدري لمن تشكو. انا لا أقول ان حماس لا تُخطيء فالكل يُخطيء لاسباب كثيرة و لكن في حماس تستطيع أن تلقى جوابا و فعلا إن كانت إفادتك موثقه و حجتك طاهرة و هدفك يصب في مصلحة الشعب وليس مصلحتك الشخصية. مرّ الوقت ولكن قبل ذلك أود ان أُعرِّج على قضية اضراب حماس وهيفي الثامن من كل شهر والقيادة الموحدة اللتي اتبعت بعد تشكيلها بأشهر الى م.ت.ف في التاسع من كل شهر.بدأت م.ت.ف بفتح المحلات المُغلقة في اضراب حماس و تكسيرها بحجة هاي الانتفاضة الهم و ما في اشي اسمه حماس وأذكر اسم اول جهاز لحماس باسم السواعد الرامية. بدأت الاتهامات انه هادي حركة اسستها اسرائيل و هادول اليهود ما قدروش يضعفوا المنظمة فهيهم جابوا حماس. شئنا أم أبينا الظروف أتت لمصلحة المنظمة في إقناع عامة الشعب بأنه ديروا بالكم من حماس و ساعدهم ذلك كثيرا بأن اسرائيل لم تعلم هي أيضا مالذي تريده حماس. يعني اسرائيل مثلا بتقلك هاي الجبهة الديمقراطية بدها تحرر فلسطين بس مش هالخطر لكبير و هاي حماس شكلها غلبانة و كيف بدها تمول نفسها مثل فتح. كان من المعروف انه السجين تبع م.ت.ف بندفعلوا ثمن الكفاله و ٦٠ دينار بدل اعتقال و قد يتواجد ضُعفاء النفوس في اي بلد و شعب من اجل الفلوس و من هنا حصلت فتح على شعبية شبهناها نحن بالدكانه. كل يوم في عرض جديد بدفعلك مقابل هادا العرض. بدكم اليوم اتحاولوا تضربوا قنبلة حارقة مش مهم تصيب الدورية بس عالقليل تطلع عالتلفزيون. طبعا الدكانه اتطورت والبضاعة الغالية صارت تنباع ارخيص. السلعة الاكثر مبيعا هي التنازل عن فلسطين و شطب الميثاق وأما الاكثر رواجا كانت الخيانة و تسليم عناصر حماس و الجهاد لانه عندهم كنز بسوا كل فتح و المنظمة الا وهو المقاومة الشريفة و ضرب العدو والحاق الضرر الكافي به و ليس من أجل الاعلام متل اخوتنا في الجبهة و فتح. هلكونا وهما يحكولنا الرصاصة الاولى و هي في الحقيقة الفشكة الاولى.أذكر انه أحد مطاردين فتح كان يُطلق النار في الهواء عند قدوم جيب عسكري فيغلق الجيش المخيم لمدة اسبوع. قرر التجار التحدث اليه تحت فكرة انه لو بِطُخ عليهم عالقليل ابنسكت بس إطُّخ في الهواء شو ابنستفيد طبعا هادا الاخ كان معروف بسرقة المحلات فإذ به يطلب مبلغ ٥٠ شيكل من كل تاجر حتى يتوقف ولم يجدوا سبيلا بل و كان الجيش يعرف من هو و بقي لمدة شهر او أخيرا وليس أخرا كما تزرع تحصد و حصاد حماس فاق و أبهر كلالتوقعات لحسن و جودة الذرة و رعاية الخلق فهل من منافس؟ أقول ليس من منافس طول ماهي متمسكة بالثوابت سأقولها و أجري على الله لم يبقى لك يا فلسطين غير حماس فانا لا أؤمن بالشعوب لانها على مدار العقود كسولة و ذُكر في القرآن بأن حزب الله هم الفائزون. واللي بحكيلك انا ما بأمن بالاحزاب كلهم واحد هذا أول إنسان سيحاسب لان الدين مش بس عبادة فهو دعوة ايضا
Tuesday, June 2, 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
1 comment:
buy backlinks seo guide backlinks purchase backlinks
Post a Comment