هل فعلا ان الاب والام قدوتنا في الحياة وان مبدأ الطاعه هو قرار وليس خيار! نسمع الكثير من الاقاويل التي تتحدث عن هجران فكرة تغيير عادات الاب والام وكلنا في نهاية المطاف آباء و أمهات. سوف اتطرق الى حالتي بدل ان اسرد قصة أحد ما قد يكون قد بالغ في نسج قصته وفي معظم الاحيان خيال ما بعده خيال. بالي مشغول على طول وقد أختلف عن اغلبية البشر بما يقلقني وما ينتظرني ولكن أحمد الله عز وجل على شئ وحيد الا وهو مروري بأسوأ الظروف اللتي لو مرت علي في حقبة من عمري لما كانت عزيمتي واصراري على مواصلة الكفاح لحياة القى بها وجه الله فلم استسلم يوما وجلست متقاعصا اطلب وارجوا ان يرزقني دون الجهد والعمل.تناسينا ان لكل منا قدوة في الحياة اما من الماضي او الحاضر وان هذا او هذه سيزولان فالبقاء لله فقط .فاسأل نفسي دائما لماذا لا اكون قدوة فقد لا انجح قي كل شئ ولكن قد اتميز في شئ.افكر جليّا في امري وامر من أحزن على حالتهم وما يجعل شعر رأسي يقف اكثر هم اليتامى الذين يفقدون حنان اب او ام وهم صغار وفي الجانب الاخر هناك اب وام دمّروا ارثا ومستقبل فليس كل اب ابا وام امّاً.على كل الاحوال اردت ان امهد لسرد قصتي لان أخي الاصغر أقنعني بان الله خلقنا ووضع العقل فينا لنستخدمه فكم من العقول فارغه وكم منها مفعمه بالعطاء والثقافة والعلم. أفقت على هذه الدنيا داخل بيت قوامه فقط غرفه واتذكر ابي عندما كان يسافر الى بيروت فيقبلني قريب آذان الفجر من اجل اكمال شهادته وتأتي ستّي تنام عندنا وقت غيابه. واتذكر ايضا بعض المشاهد قبل دخولي الصف الاول مثل قدوم احد الاقرباء من طولكرم وكان عندي بسكليت مع كرسيين بثلاث عجلات.بدأت رحلة الدراسه ومعها بدأت حياتي.اول اساتذتي كان الاستاذ جاسر رحمه الله وقد اشتهر بقسوته تجاه من يرغب الهروب من المدرسه وانا اولهم كباقي الاطفال ممن اعتادوا على دلع الاب ولام مع اني لم المسه. كان يأخذني الى المدرسه جاري وهو من كفر سابا ايضا مسقط راس عائلاتنا. كان ناصر في الصف السادس فاتذكر كيف كنت احرس حقيبته عندما يلعب كرة طائرة في الصباح واحزن ان خسر فكان متميزا بان دمه حامي جدا وكان يجاري اي ازعر ويضربه معظم الاحيان. ناصر الان في رحمة الله فقد استشهد برصاص احد عملاء اسرائيل وبقي في المستشفى العسكري الاسرائيلي سنتيين بلا امعاء.كم رجوتهم ان اذهب لاراه ورفض الجميع الفكرة حتى لا أُصاب بالصدمة فتوفي متأثرا بجراحه وكم فرحت عندما تمت تصفية العميل على ايدى شهداء جبل النار جيل انتفاضة الحجارة وليس جيل الخون الذين يتراقصون على ذكرى ناصر وعماد الناصر وأيمن الرزة اللذي رايت جثته وانا في زيارة لخالي الاسير في سجن نابلس وايضا من الشهداء ابن صفي ماجد اللذي سقط في الصف الثاني الابتدائ رحمة الله عليهم جميعا.
مضت فترة الصف الاول وفي هذه الفترة تعللقت بجدي عبدالله كثيرا جدا وكان يملك دكان التي قضيت فيها اجمل أيام العمر وصقلت بها شخصيتي استمع لكل أحاديثه ومداخلاته وأراءه في الناس وخاصة عرفات اللذي قال جدي عنه بانه دجال و عميل مشترك يقدم للكل مايريد من تصفيات للقادة العظام واذكر يوم استشهد سعد صايل فاتفق هو وختيار آخر ان عرفات صفّاه وهاهي السنين مضت وثبت رأيه عن الكل الذين ارتضوا ان يعيشوا كالغنم يعتمدون على العلف فالله خلق هذه الارض واوجد الزرع والماء والشمس وانبت من الخضار والفواكه ما تشتهي كي تؤمن به وتبحث عن رزقك ايمانا به فلست بحاجه لسيولة كي تسعى مع القتلة امثال عرفات وحشراته لتستعبد الناس وتبث ثقافة الجهل والهبل وتسمع كلام القائد الشهيد المفدى عرفات المغمس باللطع والسم فرحمك الله يا جدي فلم اقابل مثلك بعد.نعود الى مرحلة الدكان فقد كنت اساعد جدي ريثما أتي من المدرسه ابدؤها بقراءة الجريدة ثم العبث بالبترينا كما كان يحكيها سيدي فانظفها وارتبها ثم اكنّس الارض واجلس وكل هذا طبعا في وقت سيدي ما يروح يوخد نومه فهو مستيقظ من اذان الفجر يعمل.بعد ما يرجع سيدي اذهب لاحضر له قائمة الدخان من قلب المخيم و خبز ايضا فلا ازال اتذكر ٥٠ رغيف.كم كان سيدي فخور فيي وخاصة عندما يعرض علاماتي على اصدقاءه فقد كنت الاول بلا منازع طوال مرحلتي الدراسيه. بعض الذكريات انه كنا انعبي التايد سعة كيلوا وقت المغرب ونعمل كلور قريب العصر ثم خبز الفينوا يوم الجمعه وبوظة الارز وخاصه الصواريخ شكلها مثل الصاروخ احلى ريحة كنت احبها هي رائحة الجاتوه وقت الشتاء و كانت تاتي مقطعة قطع صغيرة مع رائحة هواء فلسطين وبالاحري مدينة نابلس المميز.خالي الصغير ذهب الى عمان كي يتعلم في ذلك الوقت وباقي اخوالي كانوا في جامعة بيرزيت وكنت اراهم اخر الاسبوع .اتذكر مرة اخدوني عالجامعة و كيف واحد كان يحكي اتفرجواعلى هاي المهم هذا كله لم يكن يهمني. كان سيدي دايما يحكيلي هدا منيح او هداك كويس وهو ايضا من قال عن اخي الاوسط هيلمجي وسمّاه ابو حسن لانوا شافوا بوكل بطيخ والوا لحية بتجنن وهو صغير خاصة لمن يبدا يشرشر بطيخ.اتى يوم الوداع ولا ازال اتذكر فكان عمري ٩ سنوات ونصف وكان يوم خميس. كالعادة انجزنا كل شئ لباقي الاسبوع فاوصاني عند العشاء بان ادير بالي طبعا الاسعار مش مكتوبه بس كنت حافظهاعن غيب واحنا بنسكر في الدكان ابنحط في القفوله بيجي تبع الحلقوم انا ما عمري شفتوا كان راكب عالبسكليت اسموا الحج صالح صار امام الجامع اللي كان فكرة سيدي واهل الحارة. مع هاي الفترة كانوا ببنوا في الجامع وكان ابو عزيز و اخوه ابو ابراهيم الخطيب الله يرحموا شو كان محترم وخليل ابو ذراع كان امين الصندوق.الجامع انبنى مكان مضافة الحج طاهر اللي انا كنت افكر انوا بعيش فيها اشباح ومنظر الحج طاهر الله يرحموا كان يخوفني لانه بلبس دشداشه بيضا فافكر بالموت. في الوقت اللي كانوا بحفروا في اساسات الجامع وكانوا حفروا لغروس وطلعوا العواميد ولسا متزكر ابو عزيز وهو بحط الخشب اي الطوبار حتى يعملوا لجسورة.كانت هوايتي اراقب البنايين ومصلحين التلفزيونات وابو يونس اللذي كان يبيع الادوات المنزليه على عربايه وكلمتوا المشهورة معانا طناجر معانا كاسات معانا صحون معانا معالق معانا معانا الله يرحموا.اتى صباح الجمعه طبعا انا عند ستي دايرين الدكانه فاجى واحد اعتقد اسمه ابو رياض بس سمعت ستي صرخت وانا مش مستوعب غير انه سيدي صارلوا اشي بس مش قادر احكي انه مات.رحت ابسرعة عند امي وحكتيلها سيدي صارلوا اشي وستي بتعيط واجا ابو عزيز لانه شايف كل اشي ما احنا اتبرعنا كمان ابمترين للجامع ففش بيناتنا سور.طبعا انا لسا مش عارف شو يعني حدا مات بفكر انه رح يرجع وضلّيت على هالامل انه سيدي عبدالله لسا ما ماتش.بديت استوعب انه سيدي مات لمن شفت الناس ابتيجي واجوا اخوالي من بيرزيت وبعدها عيطت كتير وكنت وقتها على شارع القدس وجنب الاسفلت بالزبط وضلليت ابكي واجا ابن عمي غسّان وهو اكبر مني كان سنه اولى جامعه وانا بالصف الرابع الابتدائي.يومها حضنني غسان كتير او هو يحكيلي خلص او بس ييجوا من عمان ابنتأكد والكل اقنعني انه يمكن مش ميت لانه الجثمان في عمان.اليوم الي اجى فيه الجثمان بعتوني عند عمتي آمنه اللي كنت احب اروح عندها عشان العب فطبل مع ولادها وفي الطريق بياع الدرايه والهريسه والكلاج والبليله.تأكدت وقتها انه سيدي عبدالله مات وآمنت بالقضاء والقدر في سن مبكر.
بعد هذه الحقبة بدأت الالام والمعاناة و انكشف النفاق وكل من عايشته لا اشعر بقربه او قربها لي فيا ليت روحي ذهبت مع جدي على ان ارى ما رايت وليته يعود فقط لحظه ويذهب ليجد اننا ضعنا وفقدنا المسير.تعرفت على صديق في غربتي قد استبدله باخ لي وما استطيع ان اقول باني عاجز عن اكمال مقالتي فانا لست ممن يطلبون الشفقه او يستاسر قلوب الناس بالحزن واللوم فكلمة لو حرف تمني ولو تسالوني ماذا تمنيت ساقول ليتني لحقت بجدي في ذلك الوقت ولاجل ذلك سانهي مقالتي هنا لاني لا احب وصف ما عانيت.
Tuesday, May 12, 2009
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment